إعلان أعلي المقال

صعوبات القراءة والكتابة لدى الأطفال.

العلاج والتدريب
تعلم الطفل القراءة والكتابة هي عملية لغوية معقدة، ولابد أن يسبقها تطور لغوي وخصوصاً تطور القدرة على التحليل والتمييز، بمعنى تمييز الأصوات والكلمات الصادرة عنه أو التي يسمعها وكذلك تمييز الأصوات والمقاطع اللفظية التي تتكون منها الكلمة المسموعة أو المكتوبة، بمعنى تقطيع الكلمة إلى أجزائها، على سبيل المثال كلمة (قلم) تتكون من (قَ ـ لم).
لقد أثبتت أبحاث عديدة أن ?50 من أطفال المرحلة التمهيدية و ?90 من الأطفال في الصف الأول لديهم القدرة على تقطيع الكلمات إلى أصوات أو مقاطع لفظية،. والأمر الآخر المؤكد هو وجود علاقة وثيقة بين الصعوبات اللغوية في سن الطفولة وبين صعوبات القراءة والكتابة في المراحل اللاحقة. لذلك، عند تدريب الأطفال الذين يعانون من مشاكل في القراءة والكتابة من المهم جداً البدء فيما يسمى الوعي الفنولوجي Phonological awareness.
في بداية اكتساب مهارة القراءة يقوم الطفل باتباع ما يسمى النظام التركيبي، وفي هذا النظام يتعرف الطفل على الحروف بشكلها المفرد ويربط هذه الحروف مع أصواتها ثم يقوم بتجميع أو تركيب هذه الحروف في كلمة ثم ربط هذه الكلمة بالمعنى، وبعد ذلك ربط الكلمات التي تتكون منها الجملة بعضها ببعض لفهم الجملة، لذلك يظهر عليهم البطء في القراءة.
وفي مرحلة لاحقة ينتقل الطفل إلى ما يسمى بالنظام الكلي في القراءة، بمعنى أن الطفل يتعرف على الكلمة المكتوبة كوحدة واحدة وليس مجموعة حروف ومن ثم ربطها بالمعنى، وفي هذه المرحلة يكون الطفل أسرع في القراءة ألا أنه في بعض الكلمات ـ وخصوصاً الجديدة عليه ـ يميل إلى استعمال النظام الأول.

مقترحات
وفيما يلي بعض الاقتراحات للتعامل مع مشكلة الكتابة والقراءة عند الأطفال:
1. من المهم جداً البدء في تدريب الطفل على تمييز الأصوات والمقاطع اللفظية التي تتكون منها الكلمة. في البداية، قد نطلب منه الدق على الطاولة بعدد المقاطع في الكلمة مثل كلمة باب (مقطع واحد = دقة واحدة) كلمة تفاحة (3 مقاطع = 3 دقات).. الخ.
بعد ذلك ندرب الطفل على التعرف على شكل الحرف وتذكر صوته واستعمال وسائل إيضاح لذلك، وقد أعجبتني طريقة أحد الزملاء في هذا المجال، فعندما يجد الطفل صعوبة في تذكر موقع النقطة عند الحروف (ج ـ خ) يشبه حرف (خ) بشيء يصدر صوتاً وكأن حجراً سقط على رأسه فيقول آخ..آخ، أما (ج) فإنها جائعة فالنقطة في بطن الحرف أي موقع الجوع ويربط كلمة جوع بحرف (ج).
وقد نربط الحرف مع صورة معينة يبدأ اسمها بهذا الحرف مثل (ج) نربطها بكلمة (جمل) ونضع صورة الجمل ونكتب حرف (ج) بلون مختلف، وبذلك يرتبط الحرف مع صورة معينة في مخيلة الطفل، وبالتدريب المستمر تختفي الصورة ويبقى الحرف.
أحد الزملاء يلجأ إلى ربط الحرف باسم معين مثل (س) = (صوت الأفعى)، (ز) = (صوت النحلة).. الخ.
2. من المهم كذلك أن نلجأ إلى استعمال حواس أخرى في التدريب على التمييز بين الحروف المختلفة بالإضافة إلى حاسة السمع ومن الممكن أن نلجأ إلى عمل مجسمات من الخشب أو الاسفنج أو البلاستيك لكل حرف وندع الطفل يتحسسها بيده مما يعطيه وسيلة أخرى لحفظ الحرف وشكله وتمييزه.
3. على المعلم تدريب الطفل على التمييز بين الأصوات القريبة أو المتشابهة مثل التمييز بين أصوات المد الطويلة وأصوات المد القصيرة.
4. بعد ذلك ننتقل في تدريب الطفل إلى مرحلة ربط الحروف مع بعضها بعضاً لتكوين مقاطع لفظية مثل: (ب + ا) = (با).
5. ثم ننتقل إلى تدريب الطفل على ربط المقاطع اللفظية لتكوين كلمات ونجد أمثلة عديدة في كتب الأطفال وخصوصاً كتب القراءة للمرحلة الدراسية الأولى.
6. وبالتدريج ندرب الطفل على قراءة الكلمة وربطها بالمعنى ثم الجملة ونزيد صعوبة الكلمات من ناحية تسلسل الأصوات وعدد المقاطع، وهذه أمثلة فقط ولكن في التدريب هناك طرق أخرى.
بقي أنه نقول إنه لابد من اشتراك عدد من المختصين في التدريب وخصوصاً المختص بعلاج مشاكل اللغة والكلام للعمل على الصعوبات اللغوية التي يعاني منها الطفل والمختص بالعلاج الوظيفي للعمل على مشاكل العضلات الدقيقة والتدريب على الكتابة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال